Friday 8 November 2013

مقال شباب نوبل - د / عمرو اليثى - المصرى اليوم



شباب نوبل



د/ عمرو الليثى
المصرى اليوم 7/ 11 /2013
دعانى مجموعة من الشباب المصرى الواعد الذين قرروا عمل نموذج محاكاة لجائزة نوبل العالمية إلى حفل توزيع شهادات التميز على الفائزين منهم فى مجال الكيمياء والهندسة والفيزياء.. تعرفت بصاحبة الفكرة منذ عامين عندما اتصلت بى وشرحت لى فكرتها فى إنشاء نموذج محاكاة نوبل، يضم مجموعة من الشباب كانت نواتهم فى تلك الفترة عشرة شبان خريجى جامعات مصرية وبعضهم مازالوا طلبة لكن يراودهم جميعاً حب العلم والابتكار، ويتمنون أن يصلوا باختراعاتهم إلى العالمية وبالفعل استضفت منهم اثنين فى ذلك الوقت.. وكم سعدت بهذا اللقاء وبالاختراعات التى أعلنوا عنها.. تذكرت ذلك الموقف عندما دعيت منهم مجددا لتوزيع شهادات التفوق على الأوائل، وقد أصبح الشبان العشرة أكثر من ألف شاب، والفكرة تكاد تكون قد تحولت إلى أكاديمية أو مؤسسة، مئات الشباب جاءوا إلى قاعة إيوارت بالجامعة الأمريكية ومعهم مجموعة من خيرة المدربين الذين قاموا على تدريبهم وتوجيههم.. فى انتظار لحظة توزيع الجوائز.. كم كان المشهد رائعا لعلماء المستقبل وهم يتقدمون ليحصلوا على الدروع وشهادات التقدير فى مجالات عديدة، فالفائزون قدموا أفكارا واختراعات رائعة لتوفير الطاقة واستغلال الطاقة الشمسية وتحلية المياه والقضاء على تلوث البيئة.. أفكار جذابة تجعلك تشعر أن الشباب المصرى بخير فقط يحتاج الدعم والتشجيع، وفى نهاية الحفل وبعد توزيع الجوائز طلبت من الإعلام أن يدعموا هؤلاء الشباب وأن يعطوهم فرصة للظهور فى أجهزة الإعلام ليتحدثوا عن أحلامهم واختراعاتهم.. ألا ننسى فى خضم الصراعات السياسية الشباب المصرى الجميل المبدع الذى لديه طاقة فى مجالات الابتكار والبحث العلمى كافة وينتظر فقط الفرصة.. تحية إلى شباب نموذج محاكاة نوبل وأتصور إن شاء الله أن يأتى العام القادم وقد أصبح الألف شاب مائة ألف شاب.. فمصر ولادة.. وليس فقط هؤلاء الشباب المتميز.. فمصر مليئة بالشباب الواعد الذى ينتظر فرصة لإثبات قدراته وتقديم مواهبه.. وقد تأتّى لى أن ألتقى بمجموعة كبيرة من خيرة الشباب فى صعيد مصر ومن الوجه البحرى ولديهم المئات من الاختراعات المفيدة لمصر والبشرية، فقط ينقصهم التمويل والتشغيل، وللأسف فإن الدولة تغط فى سبات عميق وأكاديمية البحث العلمى وكأنها لا ترى.. فأغلب الاختراعات تحول إلى مجرد رقم فى الأرشيف فى أكاديمية البحث العلمى.. إننا بحاجة إلى ثورة حقيقية فى البحث العلمى، ونمتلك مقومات تلك الثورة والنهضة الفكرية من شباب صغير واعد لديه أفكار وأحلام قابلة للتحقق، إذا صدقت النوايا.

No comments:

Post a Comment