تعريف
تعتبر الأغنام من أهدأ الحيوانات المستأنسة، وأحبها إلى القلوب وألذها وأطيبها مذاقاً. ويكفيها فخراً ـ إذا جاز التعبير ـ أنه ما من نبي إلا ورعى الغنم، وقد شرب من لبنها سيد الخلق أجمعين محمدr . ومن ارتداء أصوافها نشأت أسماء عديدة، مثل الصوفية والمتصوفون.
والأغنام من أكثر الحيوانات التي استأنسها الإنسان أهمية، لأنها تمده بالغذاء والكساء. وكان الرعاة قديماً، يحرسون قطعان الأغنام في الحقول من هجمات الحيوانات المفترسة.
وتربى الأغنام حالياً في كافة أنحاء العالم. و تعتبر أستراليا من الدول الرئيسية في هذا المجال، حيث يصل نصيب الفرد من الأغنام عشرة رؤوس. أمّا في نيوزيلاندا فيصل نصيب الفرد من الأغنام حوالي عشرين رأساً.
أسماء الذكر: الكَبْش، العُطعُط، العتعت، اليَعْر.
جمع الشاة: شاء، وشِياه، وشِواه، وأشاوِه، وشِيه، وشِيَّه، وشَوِيّ.
اسمه بالفرنسية: Brebis, Mouton.
اسمه بالإنجليزية: Sheep .
أنثاه: الشاة، النعجة، الثاغية، السالغ، الصالغ، النافطة، اليَعْرَة، الجَلَمة.
ولده: الحَمَل، الخَروُف، التِلْو، الطَليّ.
صوته: الثُّغاء، الخُوار، العَفْط، العفيط، الحُباق والحَبَق.
التصنيف البيولوجي
الأغنام من شعبه الحبليات، شعيبة الفقاريات، طائفة الثدييات، رتبة ذوات الظلف المشقوق، الفصيلة البقرية، جنس ونوع الأغنام. وهذه يتعبها مئات السلالات المختلفة، وتنتشر في جميع أنحاء العالم. وهي تختلف في اللون، والوزن، والحجم، ونوع الصوف، حسب السلالة.
نبذة تاريخية
إن منشأ الغنم الأليفة ليس مؤكداً تماماً، ولكن يبدو أن الإنسان بدأ يسيطر على أجدادها البرية، ثم أستأنسها قبل 12000 سنة في جنوب غرب آسيا. وتؤكد بعض الأدلة العلمية المستمدة من دراسة الحفريات باستخدام الكربون المشع، أن الأغنام استؤنست منذ نحو 8000 ـ 9200 سنة في شمال إيران والأردن ويعتقد أن نوعي موفلون Ovis musimon) Muoflon)، و يوريـال Urial، هما الغنم البرية، التي بدأ الإنسان ترويضها في آسيا الجنوبية. وكان ذلك بغرض الحصول على جلودها وألبانها. وقد أصبحت الأغنام منذ القدم مهمة من أجل الحصول على صوفها. ولكن في ذلك الزمن القديم كانت جلود الأغنام مغطاة بنوع من الشعر أو الصوف الخشن، لا يرقى إلى جودة الصوف الذي عرفه العالم بعد 7000 سنة، والذي يرجع الفضل الأول في استنباطه إلى الرومان الذين استخدموا التهجين Crossbreeding، كوسيلة للتحسين الوراثي. ولم يبدأ المربون في تربية الأغنام لإنتاج اللحم بصفة أساسية، إلا منذ مائتي سنة فقط.
وقد وجدت نقوش الأغنام على جدران معابد الفراعنة تقدم كقرابين للملوك.
الأغنام المستأنسة
يوجد حالياً أكثر من 800 سلالة من الأغنام المستأنسة على مستوى العالم، يمكن تقسيمها إلى خمس مجموعات رئيسية، حسب نوع الفراء الذي يغطى أجسامها، وهي: أغنام الصوف الناعم، وأغنام الصوف الطويل، وأغنام الصوف الهجين، وأغنام الصوف الوسط، وأغنام الصوف الخشن.
أغنام الصوف الناعم
نشأت معظم أغنام الصوف الناعم من سلالة المارينو Merino الأسبانية. وهناك أنواع من الأغنام يجرى في عروقها دم المارينو بكثرة تفوق غيرها من السلالات الأخرى. وقد تم تحسين أغنام المارينو في أسبانيا ومن المحتمل أن يكون قدماء الرومان قد أحضروا أجداد هذه السلالة إلى أسبانيا.
وقد أصبحت لأنواع أغنام المارينو قيمة كبيرة بعد القرن الثامن الميلادي، وقد منعت الحكومة الأسبانية حتى أواخر القرن الثامن عشر خروجها من البلاد، ولكن كثير منها أمكن تهريبه إلى ألمانيا وفرنسا وقد طورت هذه السلالة في هذين الدولتين حتى أصبحت على ما هي عليه الآن. وتُربى أغنام المارينو اليوم على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم.
ومن السلالات المهمة الأخرى التي هُجنت من المارينو الأسباني "الرامبوليه"، والتي عرفت بهذا الاسم نسبة إلى مدينة فرنسية. ولكنها في الواقع تطورت كثيرا في ألمانيا ثم في أمريكا بعد ذلك. وقد ظهرت هذه السلالة منذ أكثر من 150 عاماً، وهي ذات تحملٍ عالٍ لمختلف المناخات.
أغنام الصوف الطويل
تُعد السلالات الإنجليزية الأربع: لنكولن، وليستر، وكوتزووالد، ورومني، من أهم سلالات الأغنام ذات الصوف الطويل في العالم. وتعد سلالة لنكولن من أضخم سلالات الأغنام المستأنسة، وتنتج أطول صوف. أمّا سلالة ليستر فلها قيمة خاصة عند كبار المربين، حيث يستخدمونها في التهجين مع سلالات أخرى. وهي تعد أصلاً للعديد من سلالات الأغنام ذات الصوف الطويل. وأما سلالة رومني ـ التي نشأت في جنوب شرقي إنجلترا فتنتشر في نيوزيلاندا، وفي مناطق من الولايات المتحدة الأمريكية.
أغنام الصوف الهجين
أضحى تهجين سلالتين، أو اكثر، من السلالات المعروفة لإنتاج سلالة جديدة، أمراً شديد الشيوع في مجال تنمية وإنتاج أنماط حديثة من الأغنام. وفيما عدا أنواع المارينو والرامبوليه، فمن المحتمل أن تكون كل السلالات الحديثة قد نشأت بطريقة التهجين. وخير مثال على ذلك سلالة الكوريديل Corriedale، المنتشرة في استراليا والولايات المتحدة الأمريكية حيث حاول المربون فيها الجمع بين أقصى إنتاج من الصوف ومن اللحم في سلالة جديدة. وقد أنتجت الكوريديل في استراليا ونيوزيلاندا من تهجين أغنام اللحم من سلالة لنكولن، مع أغنام الصوف من سلالة المارينو.
أغنام الصوف الوسط
يُربى هذا النوع من الأغنام أساساً من أجل اللحم الذي ينتجه، ولكنه يُعد كذلك من مصادر الصوف. ومن أهم أنواع هذه الأغنام الهامبشاير والشروبشاير، والساوثداون، والسفولك.
ويُربى معظم المزارعين هذه الأنواع من الأغنام في سلالات نقية، إلاّ أن خرافها تُستخدم في بعض الدول في التزاوج مع نعاج المارينو.
ويراوح لون الوجه والأذنين في الهامبشاير بين البني الداكن والأسود، أمّا في سلالة السفولك فإن اللون الأسود يُغطى الوجه والأذنين والأرجل، بينما يكون باقي الجسم مغطى بصوف أبيض اللون.
أمّا سلالة الساوثداون فصغيرة الحجم، ورشيقة الجسم. وتلد نعاج الدورسيت مبكراً كل عام قبل السلالات الأخرى، ولهذا السبب فإنها قيمة من حيث إنتاجها لحم الحملان للسوق في فصل الشتاء. ومن أهم أغنام الصوف الوسط الأخرى أغنام التشفيوت.
أغنام الصوف الخشن
لحملان القراكول Kara kul، فراء مميزة يُستخدم في بعض الأقطار في صناعة معاطف الفراء النسائية. وتُذبح الحملان عادة ويسُلخ جلدها عندما يراوح عمرها ما بين ثلاثة أيام وعشرة، حيث تكون فراءها ذات قيمة. وتنتج سلالة البلاكفيس الأسكتلندي Scottish Blackface، صوفاً يستخدم في صناعة أصواف التُويد والسجاد والوسائد.
وخلافاً للمجموعات الخمس الرئيسية، توجد أنواع أخرى من الأغنام تنتج شعراً خشناً وليس صوفاً، مثل سلالة جالونكا في أفريقيا.
الأغنام البرية
وهناك أغنام بريه منتشرة في كثير من بقاع العالم. وهي تتميز بروحها العالية وجسارتها، واعتمادها على نفسها. وهي تواجه أشرس عواصف الشتاء بشجاعة، وتتسلق المرتفعات لمستويات لا يستطيع أي حيوان آخر أن يصل إليها. وتعيش في مجموعات وسط الجبال والهضاب في النصف الشمالي للكرة الأرضية.
الأغنام الزرقاء (Pseudois nayaur) Bharal or Blue Sheep
الأغنام الزرقاء
لونها رمادي داكن، بينما البطن وظهور الأقدام وتحت الذيل ذات لون أبيض. والفراء كثيف ذو شعر قصير ولكل من الذكر والأنثى قرون، ولكن في الذكر قد يصل طول القرن إلى 80 سم، على الرغم من صغر حجم الحيوان الذي يصل وزنه إلى 80 كجم فقط. وهذه الأغنام تنتشر في الصين وجبال الهيمالايا على ارتفاع ما بين 000 10 إلى 500 18 قدم. وهي نشطه ليلاً ونهاراً، تتغذى على الأعشاب وتتحرك برشاقة على الصخور، وإذا أحست بالخطر فأنها تقف بلا حراك بجوار الصخور كتمويه على العدو حتى يزول الخطر. وفترة الحمل لديها حوالي 7 شهور.
الغنــم البـربـري Ammotragus lervia) Barbary Sheep)
الغنم البربري
يطلق هذا الاسم على هذا النوع من الأغنام نسبه إلى قبائل البربر، التي تسكن الجزائر وتنتشر هذه الأغنام في جبال أطلس في الجزائر والصحراء الشرقية في جمهورية مصر العربية في منطقه جبال علبه، وبعض مناطق شمال أفريقيا. ولون الجسم بيج، الشعر كثيف وطويل، مع وجود شعر متهدل وطويل على طول الرقبة حتى الصدر والأقدام الأمامية. والقرون سميكة وثقيلة، ويبلغ طولها 84 سم في الذكر، وهي في الأنثى أقصر قليلاً. ويتواءم لونها وتكوينها الجسمي مع البيئة التي تعيش فيها، حيث يتطلب الأمر التخفي عن الأعداء والحركة برشاقة وخفه على الصخور في الجبال الوعرة. وفترة الحمل 23 أسبوعاً تعطي الأنثى بعدها مولوداً واحداً، وغالباً تعطي أثنين وترضعهما لمدة 6 شهور. وتبلغ الحملان النضج الجنسي عند سنة ونصف من عمرها.
الأغنام الأمريكية كبيرة القرون Ovis canadensis) American Bighorn Sheep)
الأغنام الأمريكية
يطلق عليها أيضاً أغنام الجبل Mountain Sheep، وهي ذات فراء ناعم، وتتميز بوجود علامة بيضاء على مؤخرتها. والقرون في الذكر والأنثى كبيره، ثقيلة، قوية، تلتوي إلى الخلف ثم متجهة إلى الأمام مرة أخرى وهي محزّزه، ويصل طولها إلى 50 سم،وتؤدي هذه القرون لدى الذكور دورها في معارك موسم التزاوج، حيث تتناطح الذكور بقوة حتى يحسم الأمر لصالح الذكر الأقوى الذي يلقّح الإناث. كما تستعمل القرون في الدفاع عن النفس ضد الأعداء الطبيعيين وهم الذئاب، والأسد الأمريكي وغيرهما من الضواري. وفترة الحمل لديها 6 أشهر.
الأغنام البيضاء (Ovis dalli) White Sheep
الأغنام البيضاء
تنتشر هذه النوعية من الأغنام في منطقه ألاسكا وشمال غرب كندا وتعيش في الجبال الوعرة. وتشبه الأغنام الأمريكية في الطباع وطرق المعيشة ولونها أبيض.
وتعرض هذه الأغنام البرية في حدائق الحيوان بمختلف بلاد العالم، ولكن القدرة التناسلية في البيئة الطبيعية لهذه الحيوانات أعلى مما هي عليه في الأسر. وسبب ذلك أن زوار الحدائق يؤثرون على نفسيه الحيوانات سلباً.
بعض الصفات التشريحية والوظيفية للأغنام
تتفاوت أحجام الأغنام وأوزانها تفاوتاً كبيراً. فالنعاج من بعض السلالات قد لا يتعدى وزنها 45 كيلوجراماً، بينما بعضها في سلالات أخرى تكون كبيرة الحجم، ويراوح وزنها، بما في ذلك الفرو، ما بين 70 إلى 160 كيلوجراماً
وتختلف الأغنام عن الماعز في نواح كثيرة، فليس للأغنام الذقن المعتادة في ذكور الماعز، ولا الرائحة المميزة. وللأغنام غدة بين شطري ظلفها ليست لدى الماعز، وتلتف قرون الخراف عادة إلى الخارج.
وفي بعض سلالات الأغنام تنبت القرون للخراف والنعاج، وفي سلالات أخرى تنبت القرون للخراف فقط، وفي نوع ثالث لا تنبت القرون لا للخراف ولا للنعاج.
وتسير الأغنام على حوافرها المقسومة إلى جزأين، ولها سيقان رشيقة، والجزء العلوي من الأرجل عضلي يساعدها على الحركة بسرعة وسهولة.
وليس للأغنام قواطع في فكها العلوي، على الرغم من أنّ لها ثمانية في فكها السفلي. وتوجد في نهاية كل فك ست طواحن. وتستطيع الأغنام قضم العشب عند أقرب نقطة للأرض، وتفوق في هذه الناحية جميع أنواع الماشية. وأينما وجدت الأغنام بأعداد كبيرة، وسُمح لها بالرعي، فان الحياة النباتية في تلك المنطقة تدمر تدميرا كاملاً.
ولمعظم أنواع الأغنام ذيول، تختلف في حجمها وشكلها ولونها ومحتواها من الدهن، من سلالة إلى أخرى.
الأغنام وأهميتها للإنسان
تُعد استراليا الدولة الرئيسية في إنتاج الأغنام في العالم. ويصل عدد رؤوس الأغنام بها ما يزيد على 155 مليون، وفي الصين 95 مليون، ونيوزيلندا 67 مليون، والهند 54 مليون، وتركيا 40 مليون، وإيران 35 مليون، وجنوب أفريقيا 30 مليون، والأرجنتين 29 مليون، وباكستان 26 مليون. ويصل نصيب الفرد في استراليا من الأغنام حوالي عشرة رؤوس، وفي نيوزيلندا حوالي عشرين رأساً.
تنتج الأغنام الصوف واللحم، والجلود كما أنها توفر الخامات الأولية للعديد من المنتجات الثانوية، مثل الغراء والدهن والشحم والصابون، والمخصبات ومواد التجميل والخيوط المستخدمة في صناعة مضارب كرة المضرب.
وقد أمكن تربية بعض سلالات من الأغنام لإنتاج اللبن. ويربى منها في ألمانيا نوع يسمى إيست فريزيان. وتنتج أغنام الروكفورت الفرنسية لبناً يستخدم في صناعة الجبن المعروفة باسم الروكفورت. ويحتوي لبن الأغنام على قدر من البروتين والدهن أعلى من لبن الأبقار.
رعاية الأغنام
هناك طريقتان مختلفتان لرعاية الأغنام: الأولى هي تربيتها على المراعي وهنا تنظم الأغنام في قطعان كبيرة، يحتوي كل منها على عدد يراوح ما بين 1000 إلى 2000 رأس أو أكثر، وترعي الأغنام أعشاب المرعي.
أما الطريقة الثانية لتربية الأغنام فهي تربيتها في المزارع. ويربي المزارع من ثلاثين إلى بضع مئات من الأغنام في ساحات مسورة، ويطعمها ـ في فصل الشتاء ـ الحبوب والدريس من إنتاج المزرعة.
وكانت الأغنام تربى ـ على مر التاريخ ـ بصفة عامة، في أماكن بعيدة عن المدن وعن الأماكن المأهولة بالسكان، وذلك لسببين: الأول هو أن الصوف، مقارنة مع المنتجات الأخرى، له قيمة كبيرة بالنسبة لوزنه. كما أنه لا يفسد ولذلك يمكن تخزينه وشحنه لمسافات بعيدة. والسبب الثاني هو أن الأغنام تحب التجمع في قطعان، ومن ثمّ يمكن ملاحظتها في قطعان كبيرة في الأرض الخلاء، بعدد قليل من الأيدي العاملة. وتستطيع قطعان الأغنام العيش دون ماء لفترات طويلة، ولذلك يستطيع المزارعون تربية الأغنام في السهول الجافة.
وتُعد استراليا الدولة الرائدة على مستوى العالم في مجال إنتاج وتربية الأغنام. كما أن أهم مقاطعة في هذا المجال هي نيوساوث ويلز، التي تمتلك ثلث أغنام استراليا تقريباً. ثم يليها منطقتا غربي استراليا وفكتوريا. وتنقسم استراليا إلى مناطق مناخية محددة إلى حد بعيد. ففي مناطق المراعي الداخلية الأكثر جفافاً، تُرعى الماشية والأغنام ولا يمارس أهلها الزراعة. وفي منطقة الأمطار الغزيرة يجمع المزارعون بين تربية الأغنام والأنشطة الزراعية المختلفة الأخرى.
أعداء الأغنام
تتعرض قطعان الأغنام للإصابة بالعديد من الأمراض والطفيليات. ومن الأمراض الشائعة حمى الفم والقدم، كما تُعاني من الطفيليات الداخلية، ومن مرض يعرف باسم جرب الأغنام والذي يسببه القراد والحلم.
ويُعتقد أن مرض الحكة Scrabie، تسببه جسيمات مجهرية تسمى "البريونات" ويشبه هذا المرض كثيرا مرض الماشية المعروف باسم "اعتـلال الدمـاغ الإسفنجي البقري" Bovine Spongioform Encephalopathy, BSE وكثيرا ما تهاجم بعض الحيوانات المفترسة والذئاب قطعان الأغنام، وتقتلها.
دوللــي وبوللــي ـ أشهــر أغنــام العصــر الحديــث
النعجة دوللي أشهر أغنام القرن الحادي والعشرين. ففي 27 فبراير 1997، نشرت مجلة الطبيعة Nature، الإنجليزية مقالاًعلمياً، مؤداه أن العالم الاسكتلندي إيان ويلموت وفريق من العلماء في معهد روزالين بأدنبرة، نجحوا بعد محاولات عديدة في الحصول على أول نعجة مستنسخة في العالم، من نعجة بالغة باستخدام تقنية النقل النووي Nuclear Transfer . ولهذا الغرض تم استخلاص نواة الخلية المأخوذة من ثدي نعجة من فصيلة دورست عمرها 6 سنوات، وإعادة زرعها في بويضة غير مخصبة، لنعجة أخرى من نفس الفصيلة، بعد تفريغها من نواتها الأصلية. ودمجهما سويا باستخدام تيار كهربي. بعد ذلك تم زرع الخلية الجديدة في المختبر لفترة، ثم نُقلت إلى رحم نعجة ثالثة من فصيلة البلاكفيس الاسكتلندي حيث نمت وانقسمت وتحولت إلى جنين كامل، ولد ولادة طبيعية بعد خمسة أشهر. وقد أحدث ميلاده دوياً عالمياً وخوفاً كبيراً من محاولة استنساخ الخلايا البشرية.
وفي 19 ديسمبر من العام نفسه أعلن فريق العلماء الذي أعدّ ولادة دوللي، عن ولادة النعجة بوللي التي حملت بين طياتها ولأول مرة عاملاً وراثياً (جينة) بشرياً مسئولاً عن تجلط الدم Blood Clotting factor IX، لاستخدامه في علاج أحد أنواع مرض النزف الدموي الوراثي Hemophilia B، أو ما يعرف بمرض الكريسماس Christmas Disease، ومن المتوقع أن النعجة بوللي، وثلاث نعاج أخرى تحمل العامل الوراثي نفسه، سوف تنتج البروتين المطلوب في لبنها حيث يمكن استخلاصه بكميات أكبر وسعر أقل مما هو متاح حالياً.
الأغنام في القرآن والسنة
ذكر الله الأغنام في كتابه العزيز عدة مرات.
يقول الله تعالى:]ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْن[ (الأنعام: 143).
وقال تعالى:]وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ[ (الأنعام: 146).
وقال تعالى:]قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى[ (طه: 18).
وقال تعالى:]إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ[ (ص: 23).
وقال تعالى:]قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ[ (ص: 24).
وقال تعالى:]وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ[ (الأنبياء: 78).
وقد أورد الشيخ الشعراوي تفسير هذه الآية، مبيناً ما فيها من أحكام ومواعظ في قوله:
وقصة الحرث التي حكم فيها داود وسليمان أن رجلاً عنده زرع وآخر عنده غنم، فغفل راعي الغنم عن غنمه، فرعت الزرع وأكلته. فاشتكى صاحب الزرع لنبي الله داود عليه السلام الذي حكم له بأخذ الغنم عوضاً عن زرعه.
وربما كان مستند نبي الله داود في هذا الحكم، أنه وجد قيمة الزرع الذي أكلته الغنم يساوي قيمة الغنم فحكم هذا الحكم. أما سليمان عليه السلام فكان له حكماً آخر، إذ قال: نعطي الغنم لصاحب الزرع فيستفيد بلبنها وأصوافها، ونترك صاحب الغنم يزرع الأرض حتى تثمر وتصبح كما كانت قبل اعتداء الغنم عليها. وعندئذ يأخذ صاحب الغنم غنمه، ويأخذ صاحب الأرض أرضه.
فكان القضاء في هذه القضية ما حكم به سليمان عليه السلام وهذا ليس طعناً في نبي الله داود عليه السلام لأن الله تعالى قال:]فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلاًّ ءَاتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا[.
ومن هذه القصة أُخذت القوانين الوضعية في محاكم الدرجة الأولى، والاستئناف، والنقض. ومن هنا نفهم أن محكمة الاستئناف حين ترد حكم محكمة الدرجة الأولى فهي لا تطعن فيه، ولكنها ترى القضية من جانب آخر غير الذي أخذت به المحكمة الأولى.
في الحديث الشريف
"الْفَخْرُ وَالْخُيَلاَءُ فِي الْفَدَّادِينَ أَهْلِ الْوَبَرِ وَالسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ" (صحيح البخاري، الحديث الرقم 3238).
"حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُّ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلاَّ رَعَى الْغَنَمَ فَقَالَ أَصْحَابُهُ وَأَنْتَ فَقَالَ نَعَمْ كُنْتُ أَرْعَاهَا عَلَى قَرَارِيطَ لأَهْلِ مكة" (صحيح البخاري، الحديث الرقم 2102).
والأغنام طاهرة، وكذلك لحومها، لما جاء في حديث رسول الله ـr أنه لا حاجة للوضوء من لحومها، كما أن الصلاة في مرابضها جائز: "قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّئُوا مِنْ لُحُومِ الإِبِلِ وَلاَ تَوَضَّئُوا مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ وَصَلُّوا فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ وَلاَ تُصَلُّوا فِي مَبَارِكِ الإِبِلِ" (رواه أحمد، الحديث الرقم 18309).
في الأمثال العربية
يُضرب بالنعجة في العجلة إلى الحوض، وحمقها عليه، فيقال: "أَعْجَل من نعجة إلى حوض"، و"أحمق من نَعْجَة على حوض".
كما يُضرب بالشاة في سرعة حلبها فيقال: "أسرعُ من حلْب شاة". كما يُضرب بشاة أشعب في الطمع، فيقال: "أطمعُ من شاةِ أَشْعَب".
المصدر: ايجى فيت