Tuesday, 26 December 2017

داء الكلب ( السعار )

داء الكلب Rabies

الكلب ( السعار )
تعريف المرض :
مرض
فيروسي وبائي إنتاني حاد جداً شديد الفتك يصيب كافة أنواع الثدييات بما
فيها الإنسان ، ويمكن أن يصيب الطيور ، لكنها تمتاز بنوع من المقاومة ضد
هذا المرض . ويتميز هذا المرض بأنه ينتقل عن طريق العض ويؤدي لتغيرات في
سلوك الإنسان أو الحيوان المصلب وكذلك لاضطراب وهيجان ينتهيان بشلل ثم
نفوق .


:
.
وتعتبر الكلاب المسعورة أهم مصادر انتقال
و انتشار العدوى ، إلا انه خلال الفترة الماضية ظهرت بعض الطفرات في
وبائية المرض تجسدت باعتبار الحيوانات المتوحشة و خاصة الذئاب و الثعالب
هي المصدر الرئيسي للعدوى و ليس الكلاب ، حيث اعتبرت هذه الحيوانات مسؤولة
عن الانتشار الواسع لمرض السعار في معظم الدول الأوربية التي تملك غابات
واسعة (ألمانيا– بولونيا- روسيا)
و من الجدير بالذكر أن السعار ينتقل
بين الحيوانات المتوحشة عن طريق العض إلا انه هناك من يرجح أصابتها
بالعدوى نتيجة التهامها للقوارض (فأران – جرذان ) التي ممكن أن تكون حاملة
لفيروس المرض بدون أن تظهر عليها أعراض السعار ( سعار خفي ) .
وبناءً على ما سبق يمكن اعتبار العوامل التالية هي عوامل ممهلة للمرض :
1- وجود الحيوانات البرية وخاصة اللواحم المفترسة التي يمكن أن تنشر المرض .
2- الكلاب الضالة تلعب دوراً كبيراً في نشر العدو ى .
3- بالإضافة لذلك وجد أن الكلاب اليافعة اكثر قابلية للعدوى ، وكذلك وجد أن الذكور تصاب بالعدوى اكثر من الإناث.
و
من الجدير بالذكر أن وبائية المرض تتأثر بدورة حياة الحيوانات المفترسة و
مصادر العدوى فأول ما يظهر السعار في الغابات و الإحراج الكثيفة والأماكن
الخالية من السكان و المليئة بالحيوانات المفترسة حيث تنتشر العدوى بين
هذه الحيوانات المفترسة ، ثم تنقله إلى الحيوانات الأهلية خلال الرعي عند
مهاجمتها لها و عضها .
بينما في الماضي كانت تصاب أعداد قليلة من
الحيوانات نظراً للخواص المميزة للكلب المسعور ، أما الآن فيظهر الداء
مستوطن بشكل محدود بدون ميل للانتشار لكنه شديد الهجمة ضمن البؤرة
الموبوءة و هذا يعود لطبيعة الحيوانات مصادر العدوى التي تقضي حياتها في
مخابئها في الأرض .
و من الملاحظ أن المرض يميل للظهور في فصول معينة
من السنة فالحيوانات المفترسة تمرض بالسعار خلال فصل الشتاء و ذلك نظراً
لحيوية هذه الحيوانات خلال فصل التكاثر والحيوانات الأهلية (الأبقارغالباً
) تصاب بالعدوى خلال فصل الصيف أثناء الرعي لكنها تمرض في بداية الخريف .
و أخيراً لا بد من الإشارة إلى أن طبيعة الجرح تلعب دوراً في حدوث المرض
فكلما كان الجرح عميقاً واسعاً و متهتكاً كلما زاد احتمال حدوث الإصابة ،
وتقل فرصة حدوث الإصابة كلما كان هناك عائقاً كالملابس (بالنسبة للإنسان )
أو الشعر أو الصوف ( بالنسبة للحيوانات ) لان هذا العائق يقلل من كمية
الفيروسات الداخلة عن طريق الأسنان الملوثة باللعاب .
ومن الجدير
بالذكر أن العالم (SOAVE) ومساعدوه قاموا بتجربة عام 1962 أكدوا من خلالها
أن الهرمون الحاث للغدة الكظرية (ACTH) ينبه الفيروس الموجود بشكل كامل
لدى الحيوان المصاب ويحثه على التكاثر والنشاط ، وبشكل عام تتكاثر
الفيروسات في هيولى الخلايا العصبية حول النواة وتتشكل أجسام نيجري
.الأعراض السريرية


الكلابDOGS
تقدر فترة الحضانة عند الكلاب بحوالي
10 أيام وقد تصل إلى ستة أشهر وبشكل عام تظهر الأعراض خلال 2-6 أسابيع ،
حيث يميل الكلب المسعور إلى الوقوف في الزوايا المظلمة وتتغير طباعه
ويتغير مزاجه ويظهر الداء تحت شكلين :
1- النوع الهائج ( الشرس ) :
حيث يبدو الكلب قلقاً منقبضاً يأكل ما يراه ( أجسام غريبة:سلاسل – مواد
معدنية وخشبية ) الأمر الذي يؤدي إلى كسر في أسنانه وكذلك يعض مكان دخول
الفيروس لدرجة انه قد يخلع جلده عن عظمه وتظهر صعوبة في البلع وبحة في
الصوت مع زيادة العواء والإسهال المد مم الشديد وتشتد هذه الأعراض بعد
2-13 يوم فيبدو الكلب واقفاً صاغياً على نفسه كأنه يسمع حديثاً ثم يتحرك
ويصطاد الذباب ويرمي بنفسه باتجاه الحائط ثم يرمي بنفسه أمام عد ووهمي
ويطارد أشباح غير موجودة ،وإذا انطلق راكضا في الحقول فانه يركض على خط
مستقيم ملتهماً كل ما يعترضه في طريقه ويبقى كذلك حتى يعمه الإعياء . ثم
تتسع حدقة العين وتظهر تقلصات في عضلات الوجه وتشتد الأفعال الانعكاسية
لدرجة أن الحيوان يستجيب لا إراديا إلى اقل صوت وخاصة للنور وبنهاية هذه
المرحلة بفقد الحيوان قوته فلا يتمكن من الخطو إلى أن ينتهي به إلى
الإنهاك العام ثم ينتهي هذا الطور الذي يعرف بالكلب الهائج بعد 2-4 يوم من
ظهور الأعراض بعد أن يظهر الشلل على عضلات الفكين والبلعوم ويتدلى اللسان
من الفم .
2- النوع الهادئ ( الصامت) : حيث يبدو الكلب في هذا النوع
هادئاً بدون عواء وتتجلى الإصابة بحدوث الشلل في عضلات الرأس والرقبة
وصعوبة في البلع ويبقى الفك السفلي مغلقاً دائماً مع إفراز كمية من اللعاب
، غير انه في هذا النوع من الكلب يكون الحيوان متحفزاً للعض والهيجان
أيضاً وينتهي عادة بالموت بعد 48 ساعة من ظهور الأعراض .
الثعالب : FOXES
-
الأعراض عند الثعالب تشبه تلك التي عند الكلاب إلا انه توجد ميزة خاصة عند
الثعلب المسعور وهي فقدانه الذكاء والدهاء الذي تشتهر به الثعالب حيث لا
يختبئ من الإنسان عندما يراه بل يهاجمه. وتصل نسبة إصابة الثعالب من مجموع
الحيوانات البرية حوالي 80% لذلك دعي هذا الداء بسعار الثعالب في فترة من
الفترات .
القطط CATS:

تعتبر القطط ذات قابلية شديدة للإصابة ،
والأعراض عندها تشبه تلك عند الكلاب ، لكن الداء هنا يأخذ الشكل الشرس
وتصدر عن القطط المصابة أصواتاً تشبه صوت الخيول والميزة الهامة هي محاولة
القطط الحصول على مخبأ لتختفي ولا تحاول الخروج وتعتبر القطط المصابة
شديدة الخطورة على الإنسان لأنها ستحدث إصابة أكيدة عند خدشها للإنسان لأن
أظافرها تكون ملوثة بلعابها .

الخيول : HORSES 

أهم الأعراض هي الهيجان والألم وتتصلب عضلات الحيوان
ويعض بطنه وجلده ويبدأ بمهاجمة الحيوانات الأخرى والإنسان ، ويفقد الحيوان
اتزانه الحركي ويسقط على الأرض ويصاب بالشلل ثم النفوق .
الأبقارCOWS:
غضون 48 ساعة بعد الرقاد ويستمر سير المرض من 6 – 7 أيام .
الأغنام و الماعز : SHEEP AND GOATS
تشبه
الأعراض التي تظهر على الأبقار مضافا لها عسر تنفس ، وغالبا ما تظهر
الأعراض على عدة حيوانات في رقت واحد وذلك بسبب مهاجمة .الذئب أو الكلب
المسعور لمجموعة من الأغنام فيحدث هياج جنسي ومهاجمة الإنسان و الأشياء و
انتزاع الصوف بشراسة وسيلان لعابي غزير و تعب شديد ثم السقوط أرضاً
فالنفوق .
الصفة التشريحية:
بالعين ا لمجردة عند أجراء الصفة
التشريحية نلاحظ وجود أجسام غريبة في المعدة (قطع خشبية أو حجرية أو براز
) وكذلك نلاحظ انتفاخ الكرش عند الأبقار ونزف دموي عليه هذا بالإضافة
لاحتقان الغشاء المخاطي للقناة الهضمية الذي، قد نشاهد عليه نزوف و قروح و
خاصة على الغشاء المخاطي للمعدة و الاثني عشر والمستقيم وغالبا ما يحتوي
البول على السكر و أحيانا نلاحظ احتقان السحايا والمخ والغدد اللعابية
والكبد والطحال والكلى.
الصفات المجهرية:
1- التهاب دماغ لاقيحي لمفاوي .
2- تشاهد أجسام نيجري في منطقة قرن آمون و المخ المستطيل و المخيخ .
3- نلاحظ تغيرات في الغدد الليمفاوية و تنمو فيها النسج الضامة .
4- استحالات في الأعصاب الخارجية .
5- تقطع الألياف العصبية مع توضع خلايا ليمفاوية فيها .
6- استحالات شحميه في الأحشاء الداخلية .
التشخيص : Diagnosis
و ينقسم التشخيص إلى تشخيص سريري و تشخيص مخبري :
1- التشخيص السريري : و يعتمد على النقاط التالية :
أ‌-
الاعتماد على القصة الوبائية و تتم باستجواب صاحب الحيوان لاستقصاء تاريخ
الحالة (هل تم عض الحيوان من قبل حيوان آخر مسعور أو مشتبه بإصابته
بالسعار)
ب‌- ملاحظة الأعراض السريرية إذا كانت واضحة و ظاهرة و مميزة
مثل ( تغير سلوك الحيوان – رغبته في الهروب – العدوانية – أعراض الشلل
التي تتبع بنفوق خلال 10– 12 يوم غالبا ما تعطي الوصف المميز للمرض ).
جـ - إجراء الصفة التشريحية يمكن أن تفيد و تعطي مؤشرات مهمة و جيدة للمرض ( معدة فارغة أو حاوية على أجسام غريبة ).
و يجب عدم تجاهل سلبية الصفة التشريحية في حال إعدام الحيوان المصاب قبل التطور الكامل للمرض .
2- التشخيص المخبري :
ويعتمد على ثلاثة اختبارات :
أ‌- الفحص المجهري .
ب‌- الاختبارات الحيوية .
جـ- الاختبارات المصلية .
آ- الفحص المجهري للكشف عن أجسام نيجري :
جسيمات
نيجري عبارة عن أجسام احتوائية أبعادها 0,5 ـ 1 ميكرون حتى 4 ـ 10 ميكرون
مستديرة الشكل أو بيضوية أو مثلثية تتواجد في سيتوبلاسما الخلايا العصبية
في قرن آمون للحيوانات النافقة بالمرض.
و تتألف من مادة رئيسية محبة
للحمض يتوضع فيها عدد كبير من حبات مستديرة تحوي بداخلها حبيبات محبة
للأساس . و معظم الأبحاث و الدراسات تقول أن هذه الجسيمات تتشكل نتيجة
تغير استقلاب الخلية من جراء العدوى و لم يكتشف التصوير بالمجهر
الإلكتروني تواجد فيروسات في هذه المشتملات النوعية ( الأجسام الاحتوائية)
.
و للكشف عن هذه الأجسام تؤخذ عينة من المخ مع الأخذ بعين الاعتبار
وجود الفيروسات و أجسام نيجري في قرن آمون بدرجة رئيسية و بدرجة اقل في
قشرة المخ المستطيل ، و تحضر مقاطع نسيجية و تثبت بالأسيتون و تصبغ بطريقة
سللر Sellers أو طريقة Mann حيث تتلون أجسام نيجري باللون الأحمر الوردي و
الهيولى باللون الأزرق ، و يمكن تلوين مسحات من النسيج المخي بصبغة جيمزا .
و
من الجدير بالذكر أن عدد و حجم هذه الجسيمات يزداد بتقدم المرض ، و يجب
الانتباه إلى أن أجسام نيجري لا تشاهد في جميع الحالات فقد وجد أن حوالي
10 ـ 12 % من الإصابات لا يعطي فيها الفحص المجهري نتائج واضحة .
ب‌- الاختبار الحيوي :
و
يتم بحقن خمس فئران بقليل من مخ الحيوان المشتبه و ذلك بعد إضافة
الستربتومايسين و البنسلين ، ففي الحالة الإيجابية تظهر أعراض الكلب على
الفئران خلال 6 ـ 12 يوم من الحقن و تموت بعد 1 ـ 2 يوم من ظهور الأعراض .
هذا
ويجب مراقبة الفئران لمدة 21 يوم قبل اعتبار النتيجة سلبية ، و عادة تظهر
أجسام نيجري بعد 5 ـ 15 يوم ( في حال الإصابة ) لذا تقتل فأرة أو اثنتان
بعد 5 أيام ثم يفحص المخ للكشف عن أجسام نيجري كما يمكن إجراء الاختبار
الحيوي على الأرانب و القطط .
جـ- الاختبارات المصلية :
و تتم
باستخدام الأجسام المضادة الومضانية حيث تضاف الأجسام المضادة لفيروس
الكلب و المعلمة بمادة الفلوريسين الومضانية على مسحات محضرة من مخ
الحيوان المشتبه ثم تفحص المسحات بالمجهر الإلكتروني الومضاني ، ففي
الحالة الإيجابية يلاحظ في هيولى الخلايا العصبية حبيبات مختلفة الحجم
تصدر وميضا اخضر
د- الاختبارات النسيجية و الباثولوجية:
راجع كتاب الجراثيم الخاص .
كما يجري اختبار الترسيب الانتشاري و تثبيت المتمم باستخدام مصل مضاد لفيروس الكلب .
التشخيص التفريقي Defferential Diagnosis :
يجب تفريق داء الكلب عن الأمراض التي تتشابه معه ومنها :
1- الصرع و الارتجاج : يمتازان بحدوث تشنجات متسلسلة لعضلات الجسم .
2- الكزاز : يتميز بحدوث تشنج في عضلات المضغ و انتصاب الأذنين .
3- التهاب الدماغ و السحايا : الناتج عن عدوى مرضية حادة بالطفيليات أو الأورام أو التسمم ....حيث تظهر أعراض الشلل في هذه الحالات
4- التهاب الدماغ المعدي عند الخيول : يتصف بحدوث يرقان شديد و توقف حركة الأمعاء و قسم من الخيول المريضة يشفى من المرض .
5- ديستمبر الكلاب :يتميز بالتهاب رشحي في الملتحمة والأنف وبآثار مرضية على الجلد .
6- مرض نظير الكلب : يتميز بحكة شديدة وعدم وجود العدوانية والنفوق السريع .
7- التسمم بالزرنيخ : ويفرق عن السعار بانعدام ظاهرة الخوف من الماء .
8- التسمم بالبلادونا : ويفرق عن السعار بانعدام إفراز اللعاب .
9- حمى النفاس ( حمى الحليب ) : تمتاز بحدوث تشنج توتري يشمل كل الجسم بدون مرافقة الأعراض السعارية الأخرى .


:. كاتب الموضوع د/ على عبدالرحمن ، المصدر: داء الكلب ( السعار ) .:

No comments:

Post a Comment